المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٠٨

المصلحة .. أولاً

بسم الله الرحمن الرحيم المصلحة كلمة رنانة يتشدّق بها بعض مديري الإدارات أثناء ممارستهم لأعمالهم ، وينخدع بها الكثير من البسطاء ، والمصلحة نوعان مصلحة شخصية ، ومصلحة عامة ، وهناك فئة من هؤلاء المدراء تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية من خلال التستر بالمصلحة العامة وخاصة عندما لا يمكن الجمع بين تحقيق المصلحتين وهذه الفئة وللأسف غلب عليها سلطان الأنا الذي سعى لخدمة الذات على الغير ، واستغلال المنصب لتحقيق المصلحة الشخصية يكون في الأغلب على حساب العمل والمؤسسة والجمهور ، وانتشار ذلك بين مديري الإدارات يسهم في تكوين بيئة وظيفية طاردة للتميز وجاذبة للفئات الوصولية وتكوين دوائر نفوذ لهؤلاء المدراء لا يسمح لمن يمكن أن يعكر صفوهم بالوصول إليها ، والاتفاق غير المعلن بينهم على تغاضي بعضهم عن بعض والتعاون في سبيل قطع الطريق على كل محاولة إصلاحية تحاول الوصول إلى مراكز النفوذ ، وفي مثل هذه البيئات الوظيفية حيث يموت الضمير ويغيّب الولاء وتنتشر الشللية تعلو المحسوبية والمصالح الشخصية وتصبح هي المسوغ الرئيس لأي وظيفة بهذه الإدارة . وتعتبر السلطات والصلاحيات الممنوحة للمدراء باباً واسعاً من أبواب هذا الخلل ا

بين حالين

بسم الله الرحمن الرحيم عاش بداية حياته شاباً بلا هدف ، فراغ قاتل وهمّ دائم وقلب معرض عن الله ، يحاول التظاهر بأنه في الطريق الصحيح ، تبنى قضية تافهة يرى أنها رسالة سامية ، كانت قضيته التي اعتقد أنه يحيا لأجلها بذل في سبيلها كل ما يملك وسار خلفها أينما كانت لا يعيقه عن ذلك بعد مسافة أو قلة مال ، عندما شع نور الإيمان في قلبه أفاق من غفلته ورأى النور الحقيقي وأدرك أنه كان يعيش في ظلمة وأنه خسر الكثير ولم يظفر ولا بالقليل ، أشفقت عليه وقد تفرغ للعمل الخيري والسعي على الفقراء والأرامل والأيتام وسط تجمع سكاني في كبد الصحراء يسلك للوصول إليه مئات الكيلو مترات مابين طريق مسفلت إلى طريق ترابي صعب المراس ، مكث سنوات طويلة مع فريق عمله يترددون على هذا التجمع السكاني الغارق في الجهل والأمية لينتقلوا به إلى مجتمع واعي متعلم يدرك هدفه ورسالته في الحياة ، حادثته عندما رأيته يتردد على المدن الرئيسية بشكل متكرر باحثاً عن الدعم المالي والعيني لمشروعه أن يرفق بنفسه وألا يحملها فوق طاقتها فرد عليّ بهمته العالية متعجبا من ذلك ، فكيف يشفق على نفسه وهي تذهب وتجئ لله وفي الله ، ألم تكن هذه النفس هي ذاتها الت

المتهافتون والمتملصون

النجاح مشوار تحفه المخاطر ، وبالتالي فلا يقدم على خوض غماره ومواجهة خاطره إلا أصحاب الهمم العالية الذين يجعلون المستحيل ممكنا والممكن محتلاً والمحتمل مؤكدا ، فينجحون مرة ويفشلون مرارا ، وهم في كلا الحالين في شأن مع أصحاب النفوس الدنيئة ممن غابت شمس الأخلاق عن أرواحهم ، الذين يراقبون الأوضاع عن قرب ليشاركوا في تقاسم كعكة النجاح التي صنعها غيرهم ، وليظفروا بنصيبهم من هذا النجاح الذي شيده غيرهم ، ويجيرون هذه النجاح لصالحهم ، ويسعون لتلميع ذواتهم بجهود الآخرين، ويصعدون من خلالها إلى أرفع المناصب متخذين من أكتاف الآخرين سلالم يتسلقون عليها ، أنه النجاح الذي سلب لب هؤلاء وأسال لعابهم فما استطاعوا ترويض نفوسهم الدنيئة ، ومقاومة أخلاقهم الرذيلة فتهافتوا نحو مواكب النجاح ليحجزوا لأنفسهم مقعدا يزاحمون من خلالها أصحاب التميز والإبداع ، هذه الشريحة من أصحاب النفوس الدنيئة يعيشون حياتهم بين كر وفر فتشرق شمسهم عندما يلمحون بوادر النجاح ، وتغرب عندما تلمح أعينهم بوادر الفشل حيث يتلاشون من الساحة ويمرقون من المسؤولية كما يمرق السهم من الرمية ، وقد قيل سابقاً أن الفشل يتيم ، أما النجاح فله آباء كثيرو