المتهافتون والمتملصون
النجاح مشوار تحفه المخاطر ، وبالتالي فلا يقدم على خوض غماره ومواجهة خاطره إلا أصحاب الهمم العالية الذين يجعلون المستحيل ممكنا والممكن محتلاً والمحتمل مؤكدا ، فينجحون مرة ويفشلون مرارا ، وهم في كلا الحالين في شأن مع أصحاب النفوس الدنيئة ممن غابت شمس الأخلاق عن أرواحهم ، الذين يراقبون الأوضاع عن قرب ليشاركوا في تقاسم كعكة النجاح التي صنعها غيرهم ، وليظفروا بنصيبهم من هذا النجاح الذي شيده غيرهم ، ويجيرون هذه النجاح لصالحهم ، ويسعون لتلميع ذواتهم بجهود الآخرين، ويصعدون من خلالها إلى أرفع المناصب متخذين من أكتاف الآخرين سلالم يتسلقون عليها ، أنه النجاح الذي سلب لب هؤلاء وأسال لعابهم فما استطاعوا ترويض نفوسهم الدنيئة ، ومقاومة أخلاقهم الرذيلة فتهافتوا نحو مواكب النجاح ليحجزوا لأنفسهم مقعدا يزاحمون من خلالها أصحاب التميز والإبداع ، هذه الشريحة من أصحاب النفوس الدنيئة يعيشون حياتهم بين كر وفر فتشرق شمسهم عندما يلمحون بوادر النجاح ، وتغرب عندما تلمح أعينهم بوادر الفشل حيث يتلاشون من الساحة ويمرقون من المسؤولية كما يمرق السهم من الرمية ، وقد قيل سابقاً أن الفشل يتيم ، أما النجاح فله آباء كثيرون .
د . إبراهيم بن محمد السماعيل
الرياض
Imis1234@hotmail.com
نشرت بجريدة الجزيرة ، الجمعة 4/ ربيع أول / 1428هـ ، الموافق 23 / 3 / 2007م ، عدد 12594 .
د . إبراهيم بن محمد السماعيل
الرياض
Imis1234@hotmail.com
نشرت بجريدة الجزيرة ، الجمعة 4/ ربيع أول / 1428هـ ، الموافق 23 / 3 / 2007م ، عدد 12594 .