تعليمنا إلى أين

بسم الله الرحمن الرحيم
تعليمنا إلى أين ، سؤال يتردد كثيرا في مجالس الناس ومنتدياتهم بل وأصبح يقض مضاجع المخلصين من أبناء هذا الوطن والذين عبروا عن قلقهم على التعليم غبر مقالاتهم الصحفية أو برامجهم الإعلامية أو أطروحاتهم التربوية في الديوانيات والملتقيات ، الكل قلق والكل متشاءم بمستقبل التعليم في بلادنا ، هذا القلق والتشاؤم مصدره الحالة التي وصل إليها مستوى التعليم في هذه البلاد ، فالراصد لوضع التعليم الحالي يدرك هذا القلق من خلال مجموعة من المؤشرات التي تعطي صورة واضحة للوضع القائم والمتمثلة في صور شتى داخل المجتمع التعليمي ففي وزارة التربية والتعليم ضاعت التربية واختفى التعليم وأصبحت المدارس وللأسف الشديد مصدر قلق لأولياء الأمور وللعاملين في الحقل التعليمي في ظل تخبط تعيشه وزارة التربية والتعليم لا يعرف أوله من آخره فخلال سنوات لا تتجاوز الخمس سنوات حدث تسرب كبير داخل وزارة التربية والتعليم لشريحة كبيرة ومؤثرة من القيادات التربوية ذات الخبرة والإخلاص والذين ضحوا بمناصبهم القيادية طوعا أو كرها هرباً من تلك الفوضوية والعشوائية التي تعيشها هذه الوزارة ، صاحب هذا التسرب تسرب آخر داخل الإدارات التعليمية ومراكز الإشراف التربوي والمدارس ، ومن بقي مضطراً كمشرف أو مدير أو معلم تحول من كونه صاحب رسالة إلى مجرد موظف عادي يؤدي عملاً روتينيا ينتظر ثوابه آخر الشهر في ظل ضغط نفسي يومي يعيشه هؤلاء خاصة مع ضياع هيبة المشرفين والمدراء والمعلمين وأصبح شعار السلامة لا يعدلها شئ شعاراً يتداولونه بينهم في ظل تجرؤ الطلاب وأولياء أمورهم على حرمة التعليم والمعلمين وتكرر اعتداءاتهم الوحشية بالسب والشتم الضرب وحرق السيارات أو إتلافها والاعتداء على المنازل ولأتفه الأسباب ، مع سيل جارف من التعاميم اليومية واللوائح التنظيمية التي صودرت من خلالها هيبة هؤلاء المربين وحقوقهم المادية والمعنوية ، وتجارب فاشلة أشغلت المعلمين وأولياء الأمور وضمنت لأسواء الطلاب نجاحاً في نهاية العام وخلت سجلات النتائج في غالبها من أسماء الطلاب المكملين ، وتحول التعليم الذي كان من المفترض أن يكون مصدر دعم لجهاز الأمن داخل هذه البلاد إلى مصدر قلق لهذا الجهاز والذي انشغل بمشاكل الطلاب مع معلميهم ومع زملاءهم ، ومن يعايش العاملين في حقل التربية والتعليم يدرك حجم المعاناة التي يكابدونها يوميا والتي قتلت فيهم روح البذل والعطاء والنصح وحولتهم من شخصيات فاعلة مؤثرة مربية إلى شخصيات سلبية مسلوبة الإرادة لا مبالية مجردة من كل الصلاحيات وأدت إلى عزوف الكثير من العاملين بالحقل التعليمي عن التدريس في المراحل الثانوية والمتوسطة وتسرب الكثير من مديري هذه المدارس وتحولهم إلى التدريس في المراحل الابتدائية ، وهذا كله ينذر بمستقبل مخيف للتعليم في بلادنا أن لم يُتدارك الأمر ويراجع الوضع الحالي وتعاد هيبة المعلم والتعليم إلى وضعها الطبيعي ، والأمر جد خطير والإصلاح مطلب ملح والجميع مسؤولون عن إصلاح هذا الخلل فالتربية والتعليم هما مستقبل الأمة وبالتالي فإن مجموع الأمة مطالبة بالتدخل لإصلاح الوضع وإلا فالقادم أكبر ضرار وأشد خطرا .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهام مجلس الإدارة في الجمعيات الخيرية:

مجالس الإدارة في المؤسسات الخيرية بين الصورة والحقيقة

مجموعة تغريدات عن حال نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب