اللاهثون

بسم الله الرحمن الرحيم
تعيش بين أظهرنا شريحة غريبة الأطوار ، تسير في سباق محموم مع منافس مجهول وخط سباق ليس له اتجاه ولا تعرف بدايته من نهايته ولا ليله من نهاره ، فئة مسعورة لاهثة وراء سراب خادع بحثا عن الفرصة المناسبة لتحقيق حلم بني على شفا جرف هار ، أعماهم الطمع وأسكرتهم الغفلة ، يسيرون في قطار الحياة ركضا بلا زاد حتى إذا قضى أحدهم أمسك الراية لاهث جديد لتستمر المسيرة فلا أحد يتعظ بغيره ، اختلفت جهاتهم وتوحدتم أطماعهم ،لاهثون خلف المال وآخرون خلف الجاه وآخرون خلف المنصب وكلهم لاهثون خلف سراب بقيعة .... أسرتهم الآمال الكاذبة والخيالات الحالمة ، هم كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ، دفعوا أثماناً باهظة لأحلام زائلة ، همهم حشو بطونهم وجيوبهم الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، تعجب كثيرا من جلدهم ولهاثهم فلا يتعبون ولا يستريحون ، ضاعت ضمائرهم وأماناتهم في معمعة اللهاث ، لهاثهم المسعور أجاز لهم التجني على الناس وجعل ذلك فضيلة في سبيل مطامعهم الزائفة .

نشرت بجريدة الجزيرة / الجمعة 26 / صفر / 1428هـ الموافق 16 / 3 / 2007م عدد 12587

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهام مجلس الإدارة في الجمعيات الخيرية:

مجالس الإدارة في المؤسسات الخيرية بين الصورة والحقيقة

مجموعة تغريدات عن حال نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب