المشاركات

عرض المشاركات من 2008

النسيان نعمة أم نقمة

بسم الله الرحمن الرحيم كثيرة هي الحوادث التي تمر بالإنسان في حياته اليومية منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي ، منها ما هو مرغوب ومنها ما هو مكروه ، ما هو مرغوب من هذه الحوادث والعوارض نريده دائما ماثلاً أمامنا نعش لذته ومسرته ، وما هو مكروه منها نتمنى إزالته من ذاكرتنا لتستمر حياتنا بسعادتها وهنائها ، والنسيان حالة عقلية يتم من خلالها إزالة مجموعة من المحفوظات من ذاكرة الإنسان بدون وعي أو تدخل من هذا الإنسان ، بل يعيش أحياناً صراعاً مع العقل للتعجيل بإتمام عملية الإزالة وخاصة مع ما هو مكروه للنفس من حوادث الموت والألم والفراق ، وفي حالات أخرى يعيش الإنسان صراعاً عقلياً لإثبات صورة ايجابية مرغوبة ومنعها من دخول عالم النسيان . والنسيان يعتبره البعض آفة وداء ولا يدركه إلا من عاناه، فما أكثر الفرص التي ضاعت بسببه، وما أكثر المواعيد التي أخلفت، وما أكثر الوقت الذي ذهب هدراً، وما أكثر الأمور التي ارتبكت وتعطلت من جرائه. ويرى البعض الآخر أن النسيان نعمة لولاها لأسرنا الماضي ، ولخنقنا الحاضر ، ولذا فإن النسيان هو العكاز الذي نتوكأ عليه لنشق طريقا وعرا إلى الأمام . صراع مزدوج يعيشه الإنسان مع

المصلحة .. أولاً

بسم الله الرحمن الرحيم المصلحة كلمة رنانة يتشدّق بها بعض مديري الإدارات أثناء ممارستهم لأعمالهم ، وينخدع بها الكثير من البسطاء ، والمصلحة نوعان مصلحة شخصية ، ومصلحة عامة ، وهناك فئة من هؤلاء المدراء تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية من خلال التستر بالمصلحة العامة وخاصة عندما لا يمكن الجمع بين تحقيق المصلحتين وهذه الفئة وللأسف غلب عليها سلطان الأنا الذي سعى لخدمة الذات على الغير ، واستغلال المنصب لتحقيق المصلحة الشخصية يكون في الأغلب على حساب العمل والمؤسسة والجمهور ، وانتشار ذلك بين مديري الإدارات يسهم في تكوين بيئة وظيفية طاردة للتميز وجاذبة للفئات الوصولية وتكوين دوائر نفوذ لهؤلاء المدراء لا يسمح لمن يمكن أن يعكر صفوهم بالوصول إليها ، والاتفاق غير المعلن بينهم على تغاضي بعضهم عن بعض والتعاون في سبيل قطع الطريق على كل محاولة إصلاحية تحاول الوصول إلى مراكز النفوذ ، وفي مثل هذه البيئات الوظيفية حيث يموت الضمير ويغيّب الولاء وتنتشر الشللية تعلو المحسوبية والمصالح الشخصية وتصبح هي المسوغ الرئيس لأي وظيفة بهذه الإدارة . وتعتبر السلطات والصلاحيات الممنوحة للمدراء باباً واسعاً من أبواب هذا الخلل ا

بين حالين

بسم الله الرحمن الرحيم عاش بداية حياته شاباً بلا هدف ، فراغ قاتل وهمّ دائم وقلب معرض عن الله ، يحاول التظاهر بأنه في الطريق الصحيح ، تبنى قضية تافهة يرى أنها رسالة سامية ، كانت قضيته التي اعتقد أنه يحيا لأجلها بذل في سبيلها كل ما يملك وسار خلفها أينما كانت لا يعيقه عن ذلك بعد مسافة أو قلة مال ، عندما شع نور الإيمان في قلبه أفاق من غفلته ورأى النور الحقيقي وأدرك أنه كان يعيش في ظلمة وأنه خسر الكثير ولم يظفر ولا بالقليل ، أشفقت عليه وقد تفرغ للعمل الخيري والسعي على الفقراء والأرامل والأيتام وسط تجمع سكاني في كبد الصحراء يسلك للوصول إليه مئات الكيلو مترات مابين طريق مسفلت إلى طريق ترابي صعب المراس ، مكث سنوات طويلة مع فريق عمله يترددون على هذا التجمع السكاني الغارق في الجهل والأمية لينتقلوا به إلى مجتمع واعي متعلم يدرك هدفه ورسالته في الحياة ، حادثته عندما رأيته يتردد على المدن الرئيسية بشكل متكرر باحثاً عن الدعم المالي والعيني لمشروعه أن يرفق بنفسه وألا يحملها فوق طاقتها فرد عليّ بهمته العالية متعجبا من ذلك ، فكيف يشفق على نفسه وهي تذهب وتجئ لله وفي الله ، ألم تكن هذه النفس هي ذاتها الت

المتهافتون والمتملصون

النجاح مشوار تحفه المخاطر ، وبالتالي فلا يقدم على خوض غماره ومواجهة خاطره إلا أصحاب الهمم العالية الذين يجعلون المستحيل ممكنا والممكن محتلاً والمحتمل مؤكدا ، فينجحون مرة ويفشلون مرارا ، وهم في كلا الحالين في شأن مع أصحاب النفوس الدنيئة ممن غابت شمس الأخلاق عن أرواحهم ، الذين يراقبون الأوضاع عن قرب ليشاركوا في تقاسم كعكة النجاح التي صنعها غيرهم ، وليظفروا بنصيبهم من هذا النجاح الذي شيده غيرهم ، ويجيرون هذه النجاح لصالحهم ، ويسعون لتلميع ذواتهم بجهود الآخرين، ويصعدون من خلالها إلى أرفع المناصب متخذين من أكتاف الآخرين سلالم يتسلقون عليها ، أنه النجاح الذي سلب لب هؤلاء وأسال لعابهم فما استطاعوا ترويض نفوسهم الدنيئة ، ومقاومة أخلاقهم الرذيلة فتهافتوا نحو مواكب النجاح ليحجزوا لأنفسهم مقعدا يزاحمون من خلالها أصحاب التميز والإبداع ، هذه الشريحة من أصحاب النفوس الدنيئة يعيشون حياتهم بين كر وفر فتشرق شمسهم عندما يلمحون بوادر النجاح ، وتغرب عندما تلمح أعينهم بوادر الفشل حيث يتلاشون من الساحة ويمرقون من المسؤولية كما يمرق السهم من الرمية ، وقد قيل سابقاً أن الفشل يتيم ، أما النجاح فله آباء كثيرو

تعليمنا إلى أين

بسم الله الرحمن الرحيم تعليمنا إلى أين ، سؤال يتردد كثيرا في مجالس الناس ومنتدياتهم بل وأصبح يقض مضاجع المخلصين من أبناء هذا الوطن والذين عبروا عن قلقهم على التعليم غبر مقالاتهم الصحفية أو برامجهم الإعلامية أو أطروحاتهم التربوية في الديوانيات والملتقيات ، الكل قلق والكل متشاءم بمستقبل التعليم في بلادنا ، هذا القلق والتشاؤم مصدره الحالة التي وصل إليها مستوى التعليم في هذه البلاد ، فالراصد لوضع التعليم الحالي يدرك هذا القلق من خلال مجموعة من المؤشرات التي تعطي صورة واضحة للوضع القائم والمتمثلة في صور شتى داخل المجتمع التعليمي ففي وزارة التربية والتعليم ضاعت التربية واختفى التعليم وأصبحت المدارس وللأسف الشديد مصدر قلق لأولياء الأمور وللعاملين في الحقل التعليمي في ظل تخبط تعيشه وزارة التربية والتعليم لا يعرف أوله من آخره فخلال سنوات لا تتجاوز الخمس سنوات حدث تسرب كبير داخل وزارة التربية والتعليم لشريحة كبيرة ومؤثرة من القيادات التربوية ذات الخبرة والإخلاص والذين ضحوا بمناصبهم القيادية طوعا أو كرها هرباً من تلك الفوضوية والعشوائية التي تعيشها هذه الوزارة ، صاحب هذا التسرب تسرب آخر داخل الإد

اللاهثون

بسم الله الرحمن الرحيم تعيش بين أظهرنا شريحة غريبة الأطوار ، تسير في سباق محموم مع منافس مجهول وخط سباق ليس له اتجاه ولا تعرف بدايته من نهايته ولا ليله من نهاره ، فئة مسعورة لاهثة وراء سراب خادع بحثا عن الفرصة المناسبة لتحقيق حلم بني على شفا جرف هار ، أعماهم الطمع وأسكرتهم الغفلة ، يسيرون في قطار الحياة ركضا بلا زاد حتى إذا قضى أحدهم أمسك الراية لاهث جديد لتستمر المسيرة فلا أحد يتعظ بغيره ، اختلفت جهاتهم وتوحدتم أطماعهم ،لاهثون خلف المال وآخرون خلف الجاه وآخرون خلف المنصب وكلهم لاهثون خلف سراب بقيعة .... أسرتهم الآمال الكاذبة والخيالات الحالمة ، هم كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ، دفعوا أثماناً باهظة لأحلام زائلة ، همهم حشو بطونهم وجيوبهم الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، تعجب كثيرا من جلدهم ولهاثهم فلا يتعبون ولا يستريحون ، ضاعت ضمائرهم وأماناتهم في معمعة اللهاث ، لهاثهم المسعور أجاز لهم التجني على الناس وجعل ذلك فضيلة في سبيل مطامعهم الزائفة . نشرت بجريدة الجزيرة / الجمعة 26 / صفر / 1428هـ الموافق 16 / 3 / 2007م عدد 12587

بشر القاتل بالقتل ( الجزء الأول ) .

بسم الله الرحمن الرحيم ملحوظة : رغم صحة القصة إلا أن جميع الأمساء المذكورة أسماء وهمية . العم محمد رجل جاوز الستين عاماً له من الأبناء والأحفاد العدد الكبير يعيش مع زوجته وبعض أبناءه في قريته الصغيرة اتي تبعد عن العاصمة مئات الكيلومترات ، ونظراً لكبر سنه وعدم مقدرته على قيادة السيارة ولرغبة أبناءه في البر بوالدهم أحضروا له سائقاً خاصاً يتولى شؤونه ويعتني به ويرافقه في ذهابه وإيابه ، ذهب سائق وجاء آخر وسنة بعد سنة عندما استقدم له سائقا من دولة اسيوية فرح بسائقه الجديد ذو الطبع الهادئ والاستجابة السريعة والصمت المطبق ، ومرت الأيام واليالي وكل شئ على ما يرام وبرنامج العم محمد كما هو من عشر سنوات ذهاب واياب من المزرعة الى البيت إلى الدورية المغربية إلى المنزل إلى النوم وهكذا دواليك ، وحسب برنامج العم محمد عاد تلك الليلة من برنامجه اليومي مبكرا لينام بعد جهد أصابه ذلك اليوم ومن تدابير الله أن كان بيته خالياً تلك الليلة حيث سافرت زوجته وأبناءه إلى العاصمة لمناسبة دعوا اليها هناك ، دخل العم محمد منزله كعادته وبدأ يستعد للنوم في حين ذهب سائقة الى غرفته الخاصة وبعد مضي ساعة من الزمن والأب في غر

صراع مع الفشل

بيني وبين الفشل صراع طويل المدى ‘ كلٌ منا يُحاول أن يروض الآخر ويمتطي صهوته ، عانيت كثيراً من محاولاته المتكررة للسيطرة على مساري ، وتحديد وجهتي ، لقد آلمتني ضربات سياطه الموجعة ، ولكنها زادت من صلابتي و إصراري على هزيمته . لقد تذوقت مرارته كثيرا ، ومنها عرفت حلاوة النجاح ، وبضدها تتميز الأشياء ، لقد أراد أن يكون مقبرة لطموحي ، فجعلت منه معلماً لنجاحي . أراد أن يكون لي محنة فجعلت منه منحة . خادعته كثيراً ، وضعت له الطعوم ، وأغريته من خلالها ، وأوحيت إليه بالانتصار ، وفي مرحلة حاسمة من مراحل الصراع واجهته بضربة قاضية ، ضربة ساهمت وبقوة في حذفه من قاموس حياتي . نعم ... لم يعد في قاموس حياتي شيء أسمه الفشل ... لأنني أدرك أن الحياة كبيرة ولن تقف عند خطأ ما ، لقد قاومته بعشق النجاح وإدمانه ، وكسرت هيبته بإرادة التميز ، وكشفت ظلمته بأنوار النجاح ، وتجاوزت وديانه وعقباته بإرادة جازمة وإدارة حازمة ، وبإصرار لا يعرف الكلل والاستسلام، وعزيمة لا تعترف بالتردد والخوف ، أنا منذ اليوم ناجح في النجاح ، راسب في الفشل ، استمتع بلذة النجاح التي لايعرفها أهل الفشل . وقفة : ( الفشل معلِّم كبير لكن ليس عند

المؤسسات الخيرية وذهنية رجل الإطفاء

بسم الله الرحمن الرحيم يتساءل الكثير من المهتمين بالعمل الخيري عن الدور الذي يمكن أن تسهم به الجمعيات والمؤسسات الخيرية في دعم جهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع ، ويطلق البعض التهم على هذه المؤسسات في أنها تقتصر في عملها على سد الحاجات اليومية الضرورية للأسر الفقيرة ، وتتجاهل البرامج والمشاريع التنموية التي تساهم في إغناء هذه الأسر الفقيرة وتحويلها إلى أسر منتجة مكتسبة . والراصد لنشاط هذه الجمعيات يدرك صحة هذا القول والذي جاء نتيجة ضعف التفاعل بين رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من جهة ، والجمعيات الخيرية من جهة أخرى ، ومن المعلوم أن نشاط الجمعيات الخيرية يقوم بالدرجة الأولى على ما تتلقاه هذه الجمعيات من دعم من أفراد المجتمع عامة وأصحاب رؤوس الأموال بشكل خاص . ومع تنامي الفقر والبطالة وتزايد أعداد المستفيدين من هذه الجمعيات ، و سلبية وإحجام أصحاب رؤوس وعدم شعورهم بالمسؤولية تجاه أخوانهم الفقراء ، أصبح القائمون على هذه الجمعيات في سباق مع الزمن لتأمين الاحتياجات الضرورية جدا لهذه الأسر الفقيرة ، وأصبحوا يعملون بذهنية رجل الإطفاء الذي تنتهي مهمته عند إطفاء الحريق فقط ، ل

العمل الخيري والتطوع

بسم الله الرحمن الرحيم يعد العمل التطوعي ظاهرة اجتماعية ايجابية تمثل سلوكاً حضارياً ترتقي به المجتمعات والأمم ، وهو مدرسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح . ومع تعقد العلاقات الاجتماعية في الوقت الحاضر فقد أصبحت المؤسسات الراعية للأعمال الخيرية ضرورة شرعية لا غنى عنها في أي مجتمع نظراً لما تسهم به في بناء وتماسك للمجتمعات ودفع لعجلة التنمية . وأصبحت الأعمال التطوعية أحد أهم الأسس التي تقوم عليها تلك المؤسسات الخيرية ، كما أصبحت تمثل تجسيداً عملياً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الإسلامي . والعمل التطوعي يكتسب أهمية خاصة في مجتمعنا الإسلامي ذلك أن الشريعة الإسلامية حثت على عمل الخير والتطوع به وجعلت ذلك من القربات العظيمة التي يتقرب بها الإنسان إلى خالقه عز وجل قال تعالى " ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم " البقرة 158 ، وقال " فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له " البقرة 184 ومع توسع العمل الخيري في المملكة العربية السعودية وتعدد جمعيات النفع العام وارتفاع المصروفات الإدارية لهذه الجمعيات والمجتزئة من التبرعات التي هي حق للمستفيدين أصب

الجمعيات الخيرية بين الهدر المالي و التحديث الإداري

يرتبط نجاح أي مؤسسة بوجود عوامل كثيرة لعل من أهمها توفر البيئة الوظيفية المحفزة للعمل والإنتاج والتي تمكن الموظف من أداء عمله بكفاءة عالية يعود أثرها على جودة مخرجات المؤسسة . والجمعيات الخيرية وهي مؤسسات قائمة مازالت الصورة الذهنية لبيئتها الوظيفية تتشكل من مبانٍ قديمة متهالكة ، وموظفين من ذوي الرواتب المنخفضة ، مع ضعف تام في استخدام التقنيات الحديثة ، وقد وُجِد في المجتمع من يغذي هذه الصورة الذهنية ، ويدعو إلى بقاء هذه الجمعيات على هذا الوضع بحجة أن أي تطوير أنما سيكون على حساب المستفيدين من هذه الجمعيات ، وسيكون من أموال المتبرعين الذين وثقوا فيها ، وتشكل اعتقاد راسخ لدى القائمين على هذه الجمعيات بأن أي تغيير نحو التطوير سيواجه بمعارضة كبيرة من الداعمين لهذه الجمعيات والمتعاونين معها بحجة أن ذلك هدر مالي من الخير أن بوجه لحاجة المستفيدين من هذه الجمعيات، مما ساهم في تنامي الضعف الإداري لهذه الجمعيات والذي أثر بدوره على مساهمتها في مواجهة مشكلة الفقر التي أنشئت هذه الجمعيات من أجلها ، بل وأصبحت هذه الجمعيات في اعتقاد الكثير من أبناء المجتمع ملاذ لكل فقير عاطل عن العمل بدون النظر إلى

التطوع والتنمية الاجتماعية

يعتبر العمل التطوعي مظهراً من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي حث علية الإسلام ورغب فيه ، وهو مقياس لمدى ترابط المجتمع وتماسكه ، كما أنه دليل على تقدمه وازدهاره ، فكلما تقدمت الأمة سادت ثقافة التطوع وتسابق الناس إلى الانخراط في الأعمال التطوعية تحقيقا لواجب ديني ووطني ، ومع تعقد الحياة واتساع نطاق المسؤولية وتسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية تبقى الأجهزة الحكومية عاجزة عن تحقيق التنمية الاجتماعية بالشكل الذي يحقق الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمواطنين ، مما يتطلب قيام القطاعات الأخرى كالقطاع الخاص والقطاع الأهلي بدورهما في حمل جزء من المسؤولية والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية للمجتمع ، وهذا الأمر يتطلب تفعيل هذه القطاعات ومؤازرتها للمؤسسات الحكومية بشكل يتلاءم مع احتياجات المجتمع ، والقطاع الخيري يمثل رقماً صعباً في قضية التنمية وخاصة حال تمكنه من تفعيل العمل التطوعي ونشر ثقافته بين أفراد المجتمع ، ومجتمعنا السعودي وهو مجتمع شاب يمثل الشباب فيه نسبة تزيد على النصف يمثلون قوة بشرية هائلة مفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء والانتماء يمكن للجمعيات الخيرية استثمارها للمساهم

كما تدين تدان

خرج من عمله منهكاً الساعة الثانية ظهرا متوجها الى منزله بعد يوم حافل بالمشاكل مع الطلاب والمعلمين كونه مديرا لمدرسة متوسطة ، وفي خضم صراعه مع الزحام الشديد الذي استنفذ ما تبقى من طاقة جسدية ونفسية لدية اذا به يتلقى مكالمة من شقيقة المرافق لواله بالمستشفى يخبره بأن والده المنوم بحالة صعبة قد استيقظ من غيبوبته وبدأ الحديث وطلب منه أن يحضر له بعض المشروبات البارده ، في لحظتها غير من مسار سيارته باتجاه المستشفى ووقف عند احد الأسواق التجارية وابتاع من المشروبات ما علم محبة والده له واتجه نحو المستشفى في وقت أُعلن فيه عن انتهاء موعد الزيارة وما أن وصل إلى مدخل المبنى الرئيس حتى فوجئ بأن رجل الأمن يوقفه ويمنعه من الدخول ، حاول صاحبنا اقناع رجل الأمن بأهمية الموضوع فذهبت جميع محاولاته ادراج الرياح مع اصرار رجل الأمن على الرفض بحجة النظام ، انزعج صاحبنا بعدم تقدير هذا الرجل لوضعه النفسي فقدم له حلاً آخر يتماشى مع النظام الذي ادعى تطبيقه فطلب منه أن يسمح له بالاتصال بغرفة والده ليطلب من أخيه النزول الى البوابة لاستلام ماجاء به من مشروبات لوالده ، ومع واقعية هذا الطلب الا أن رجل الأمن رفضه مرة

ابتسم... ترى الحياة جميلة

فضائل الأعمال كثيرة ، وقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي أوتي جوامع الكلم عبر أحاديث موجزة في عباراتها قليلة في كلماتها واسعة في معانيها تحمل معانٍ عظيمة وحكمٌ بليغة ، ومن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم (وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق) فالتبسم صدقة يؤجر عليها المسلم عندما يقدمها صافية عذبة للأخرين لتتآلف القلوب وتتطهر من الأمراض الخبيثة ليسعد الفرد والمجتمع . لقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على استخدام هذه الوسيلة وطبقها واقعاً عملياً في حياته في تعامله مع الأخرين حيث أسر بها قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم ، وأوصى أمته بها لما لها من أثر في تقريب القلوب وتآلفها ، فالابتسامة وهي وسيلة من وسائل الاتصال النفسي المؤثر بين البشر سهلة في أداءها طويلة في مفعولها ، وهي بذرة صغيرة ترميها في نفسية المقابل لتنموا و تكبر و تؤتي أكلها بإذن الله ،فيها رقة وحسن خلق وهي رسالة حب وصدق وأخلاص ، لها مفعول السحر في نفوس مستقبليها ، وإن كان كل السحر حراماً فإن الابتسامة هي حقاً السحر الحلال . الابتسامة مفتا

عندما يموت الأمل

الأمل نور يضيء لنا الحياة ، بالأمل نصنع المستقبل ، و ندرك اليقين ، عندما يموت الأمل نعيش أجساداً بلا أرواح ، فنتخبط في ظلمات الهم والحزن والقلق ، ولذلك عندما يموت الأمل تذكر أن لكل بداية نهاية ، ولكل هما فرجا ، ولكل ضيق مخرجا ، وتذكر أن اليأس يعقبه التمكين ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) ، وتذكر أن لكل ليل نهار ، ولكل غروب شروق ، ولكل عسر يسر ، وبعد الألم شفاء ، والظلمة نور . عندما يموت الأمل بسبب نقص المال تذكر ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ، وعندما يموت الأمل بسبب المرض تذكر ( وإذا مرضت فهو يشفين ) وتذكر ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ، وعندما يموت الأمل بسبب الدَّيْن ردد : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وضلع الدين وقهر الرجال ) ، وعندما يموت الأمل بسبب الذنوب تذكر ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) ، وعندما يموت الأمل بسبب الفقر تذكر : ( من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . وأجعل الآخرة همّك وتكر ( م

مت قاعداً ... أما أنا فسوف أحيا قائما

مع نهاية هذا الشهر بدأ مشواري مع التقاعد ، بدأت حياة جديدة ، حياة طالما انتظرتها لدرجة أنها ساهمت في تسريع عملية التقاعد بالنسبة لي لأطوي صفحة ربع قرن من العمل بتقاعد مبكر . اليوم خرجت من ضيق الوظيفة إلى سعة الحرية ، اليوم تحررت من قيود الوظيفة ، تحررت من سجل الحضور والانصراف ، تحررت من ذلك الخروج الصباحي الإجباري المتكرر ، تحررت من ذلك الزحام الرهيب الذي أكل من صحتي وعافيتي ، تحررت من تلك القيود الوظيفية التي أسرتني خمساً وعشرين عاماً ، اليوم تحررت من تلك الإجازة الإجبارية التي لا أستطيع أن أتمتع بها في غير موعدها المحدد الإلزامي ، اليوم تحررت من تلك البيروقراطية المقيتة التي ساهمت في قولبتي في روتين يومي متكرر يسمى وظيفة ، اليوم تحررت من تلك الوصاية المتسلطة على قراراتي وآرائي . اليوم أنا املك حريتي الكاملة ، نعم حريتي الكاملة ، منذ هذا اليوم سأكون مُلكاً لنفسي ، سأنام متى ما أردت واستيقظ متى ما أردت ، سأسافر كيفما بدالي وفي أي وقت أختاره وإلى أي مكان أريده ، اليوم إجازتي بيدي لا بيد غيري ، اليوم ٍاختار زملائي الجدد بحريتي ورغبتي من دون أن تفرضهم الوظيفة عليّ ، اليوم سأعمل وسأبدع وأط